تقرير مفصل عن الصحراء الغربية
أولًا: الموقع الجغرافي
تقع الصحراء الغربية في شمال غرب إفريقيا، وتحدّها من الشمال المملكة المغربية، ومن الشرق الجزائر، ومن الجنوب موريتانيا، ومن الغرب المحيط الأطلسي. تبلغ مساحتها نحو 266,000 كيلومتر مربع، ما يجعلها واحدة من أكبر المناطق المتنازع عليها في العالم.
ثانيًا: المناخ والتضاريس
تتميز الصحراء الغربية بمناخ صحراوي جاف، حيث تقل معدلات الأمطار السنوية عن 50 ملم، وتصل درجات الحرارة صيفًا إلى أكثر من 45 درجة مئوية. السطح الجغرافي يغلب عليه الطابع الصحراوي: كثبان رملية، سهول صخرية، وهضاب جافة، مع قلة في الموارد المائية.
ثالثًا: الخلفية التاريخية
-
الاستعمار الإسباني: خضعت الصحراء الغربية للاستعمار الإسباني من عام 1884 حتى عام 1975.
-
اتفاقية مدريد (1975): انسحبت إسبانيا، وقُسمت المنطقة بين المغرب وموريتانيا، مما أثار النزاع مع جبهة البوليساريو التي أعلنت قيام “الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية”.
-
موريتانيا تنسحب (1979): انسحبت موريتانيا من الجزء الجنوبي بعد ضغط عسكري من البوليساريو، ليتحول النزاع بين المغرب والجبهة فقط.
-
وقف إطلاق النار: دخل حيز التنفيذ عام 1991 تحت رعاية الأمم المتحدة، مع وعد بتنظيم استفتاء لتقرير المصير لم يتم تنفيذه حتى الآن.
رابعًا: الوضع السياسي
الصحراء الغربية اليوم منطقة متنازع عليها:
-
المغرب يعتبرها جزءًا لا يتجزأ من أراضيه، ويطلق عليها “الأقاليم الجنوبية”.
-
جبهة البوليساريو، المدعومة من الجزائر، تطالب بإقامة دولة مستقلة.
-
الأمم المتحدة تصنف الإقليم ضمن “الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي”، وتسعى لإيجاد حل سياسي مقبول من الطرفين.
خامسًا: الاقتصاد والموارد
-
الفوسفات: تعد منطقة بوكراع من أهم مواقع استخراج الفوسفات في العالم.
-
الصيد البحري: السواحل الغنية تعد من أكبر مصادر الثروة السمكية.
-
الطاقة المتجددة: هناك اهتمام متزايد باستغلال الطاقة الشمسية والرياح.
-
النفط والغاز: تم إجراء مسوح أولية، لكن لم تبدأ عمليات استخراج فعلية حتى اليوم بسبب النزاع السياسي.
سادسًا: السكان والثقافة
يتراوح عدد السكان بين 500,000 إلى 600,000 نسمة، أغلبهم من الصحراويين الذين ينتمون لقبائل عربية بربرية الأصل. يعيش قسم كبير من السكان في مخيمات اللاجئين في تندوف بالجزائر. الثقافة الصحراوية تجمع بين البداوة والتقاليد الإسلامية، وتتميز باللهجة الحسانية والأزياء التقليدية.
سابعًا: الوضع الإنساني
تواجه المنطقة تحديات إنسانية كبيرة، خاصة في مخيمات اللاجئين التي تعتمد بشكل شبه كامل على المساعدات الدولية. يعاني السكان من نقص في الماء، الغذاء، والخدمات الصحية.
ثامنًا: الجهود الدولية
-
بعثة المينورسو: أُنشئت لمراقبة وقف إطلاق النار وتنظيم الاستفتاء.
-
المفاوضات السياسية: عدة جولات رعتها الأمم المتحدة دون نتيجة حاسمة.
-
الدول الداعمة: المغرب مدعوم من بعض الدول العربية والأفريقية، بينما تحظى البوليساريو بدعم من الجزائر وبعض الدول اللاتينية.
الخاتمة
تبقى الصحراء الغربية واحدة من أطول النزاعات الإقليمية في العالم، حيث يتقاطع فيها البعد المحلي مع الجيوسياسي، وتظل فرص الحل السياسي مرهونة بالإرادة الدولية والتفاهم بين الأطراف المعنية.